محنة الفرسان…. في صراع الصبيان
سعد الأوسي
حين ينجلي غبار المعارك السياسية والصراعات الانتخابية في اغلب دول العالم، تنكشف الاجواء عن فائزين يشكلون الحكومة وخاسرين يشكلون المعارضة وجمهورٍ موالٍ وجمهور معارض، وغالبية تتفرج لا يعنيها فاز زيد ام خسر عمرو، المهم عندها ان الفائز -ايّاً كان- ملزم بموجب العقد الاجتماعي المبرم بينهم كشعب وبين الحكومة الفائزة ان تكفل لهم امنهم و معاشهم و تنظم لهم حياتهم و تبني مستقبلا لابنائهم، وهو شأن تسعى له الحكومة والمعارضة معا، وتتسقان فيه كهدف على اختلاف وتقاطع وربما عداء ما بينهما. ولذلك نرى تلك الامم تبني وتعمر وتصنع وتتقدم مع وجود عواصف الصراع السياسي والمعارضة الشديدة والاعلام الانتقادي الحاد والحراك المدني القوي الواعي الضابط لايقاع كل شئ. وهو عكس ما يحدث عندنا تماماً، فنحن بلا فخر من أمّة (كلما اتت أمةٌ لعنت اختها)، رغم ادعائنا اننا نظام ديمقراطي دستوري حر يجري فيه تبادل السلطة وتغييرها كل اربع سنوات !!!!
تستغل الشعوب الاخرى تداول السلطة لضمان عدم الاستئثار والتفرّد، ولمحاربة الفساد الراكد في ثناياها، وكذلك لقطع الطريق امام المهووسين بالسلطة ذوي النزعة الديكتاتورية، الذين يتوهمون ان لهم حقّاً إلهيا في السلطة وواحديةً متفردة وعبقرية لم ولن ينجب الزمان مثل لها او شبيه !!!.
بينما يقع سياسيون في عقابيل وخطايا جميع ما سلف، وكأنهم اطلعوا على تجربة الشعوب والحكومات المتقدمة فقرروا ان يعاكسوها خلافاً الى اقصى الضد في المنهج والرؤية والمسار، بل وحتى في الرجال المهنيين من ذوي الكفاءات الذين كانوا يحملون اركان الدولة كلها على اعتاقهم.
ولكي اكون اكثر تحديدا وتخصيصاً في ضرب المثل على كل ما سلف، استلّ من متون هذه القصص واحدةً لواحدٍ قلّ مثيله في الرجال قيادةً ونزاهةً و حكمةً و تدبيراً ومهنيةً، وهو الرجل المقاتل الوطني الزاهد الشريف عبد الكريم عبد فاضل حسين الجبر، الذي يكنونه ( ابو علي البصري) منذ ايام نضاله السري ضد الدكتاتورية، حتى غلبت عليه الكنية وتوارى الاسم.
عيّن في زمن السيد المالكي مديراً عاماً مختصّاً بشؤون الارهاب والاستخبارات…. وكان له فيها صولات شرف وجولات بطولة يشهد بها ولها جميع من عمل معه او كان قريبا منه، بدءاً بوزراء الداخلية وانتهاءً باصغر رتبةٍ فيها في الوزارة.
وحين تكدرت سماء الوطن بالغربان الدواعش وكان لابدّ لها من صقور تقطف رؤوسها المظلمة وتقطع دابرها، شكّل ابو علي البصري بصمت خليّة الصقور التي اخذت على عاتقها حماية الوطن وتطهيره من هذه الفئة الظلامية المجرمة. وكان اسمه كابوساً يقضّ مضاجعهم ويكسر شوكتهم، وقد استطاع ان يتغلغل فيهم ويزرع بينهم ويجنّد اكثر من مصدر ينقلون له تحركاتهم وخططهم وعملياتهم أوّلاً بأول، و لذلك كان يسبقهم دائما بخطوة، ويذهلون من قدرة هذا الرجل على كشف خلاياهم وعملياتهم قبل ان تبدأ ويعمّ شرّها ، وقد احصى العاملون معه افشال وإبطال اكثر من الف عملية حزام ناسف، كان رجال ابو علي البصري في خلية الصقور يستبقونها ويلقون القبض على الانتحاريين الاغبياء الحمقى قبل ان ينفذوا عملياتهم.
هل هذا رجلٌ يُستبدل او يُستبعد ونحن في خضّم تلك المعارك الطاحنة مع اخطر قوة ارهابية اجرامية ظلامية في تاريخ البلد والمنطقة، بل وربما في تاريخ العالم !!!؟؟؟
ولمصلحة من جرى استبعاده في اولى قرارات الحكومة الانتقالية…… !!!؟؟؟
ثم تلغى خلية الصقور نهائياً وتفكك عناصرها
وتضيع خبراتها، على الرغم من انجازاتها ونجاحاتها المبهرة التي وصلت في تأثيرها وفاعليتها الى اغلب دول الجوار العربي، لتكون مصدر المعلومات الاول وجرس الانذار الذي يدقّ عندهم تحذيراً من عمليات داعشية تستهدفهم، يكون ابو علي البصري وصقوره قد وصلوا الى معلوماتها قبل تلك الدول واجهزتها. وكان نتاج ذلك عرفان وامتنان كبير من اجهزة تلك الدول وابداء التعاون التام مع العراق في كل معلومة امنية يحتاجها.
هل هذا رجلٌ يمكن اقصاؤه واستبعاده وهدم اركان بنائه الامني ؟
ولماذا ؟
ولمصلحة من ؟
اترك تخمين هذا للقارئ الكريم لانني لا اريد ان اصدّق ان اليد (المسؤولة) التي وقّعت قرار اعفاء ابو علي البصري و فككت خلية الصقور كانت يداً عراقيةً حقاً تحرص على مصلحة الوطن وتصون شرف المسؤولية.
آخر الكفر في هذه القصيدة الشيطانية التي صيغت مفرداتها باحرف الخيانة والتآمر والعمالة، ان الايدي التي استبعدت البصري ماتزال تعمل حتى الآن في الخفاء لضمان عدم عودته الى عمله في الحكومة الجديدة، وانها تستعمل اوراق ضغطها الخارجية وجيوشها الالكترونية لضمان عدم صدور هذا القرار !!!
هل تعرفون لماذا يفعلون ذلك ؟؟؟؟
سؤال اترك اجابته لكم ولهم لعلّهم يرعوون حين يعلمون ان موعد حسابهم قد حان وانهم سيجزون جزاءً عسيراً بما فعلت ايديهم التي ستقطعها قريباً يد العدالة بإذن الله.
اترك تعليقاً