إبعدوا العتبات المقدّسة عن شبهات الفساد .. الجزء الثاني
بقلم أياد السماوي
بعد نشرنا للجزء الأول من هذا المقال كتب لي أحد الأصدقاء قائلا ( ركبت مركبا صعبا فاستعد لأمواج كالجبال ) .. والحقيقة أنّ من يركب سفينة الحّق لا يهاب الأمواج حتى لو بلغت الجبال طولا .. وبالرغم من حسّاسية الموضوع الذي سنعرضه بالوثائق على الرأي العام والشعب العراقي والمرجعية الدينية العليا , إلا أنّ الهدف الأول والأخير لطرح هذا الملّف الخطير هو حرصنا الشديد على سمعة مؤسساتنا الدينية وعدم انزلاقها في شبهات الفساد خصوصا حين تكون الجهة المتوّرطة في هذا الملّف هي أمانة العتبة الحسينية المقدّسة , وتحديدا سماحة الشيخ ( عبد المهدي الكربلائي ) المتوّلي الشرعي للعتبة الحسينية المقدّسة , وخطورة هذه القضية لا تأتي من كون الشيخ الكربلائي هو المتوّلي الشرعي للعتبة الحسينية فحسب , بل كونه يحمل صفة أخرى أخطر كثيرا من صفة المتوّلي , فسماحة الشيخ الكربلائي هو ممثل المرجعية الدينية العليا في صلاة الجمعة , وبالتالي فأنّ مركزه الديني يوجب عليه أن يبتعد تماما عن شبهات الفساد التي قد تنعكس سلبا على مقام المرجعية المقدّسة ..
والملّف الذي نتحدّث عنه هو الأرض العائدة إلى ( معمل تعليب كربلاء للمنتجات الغذائية ) والتي تطالب العتبة باستملاكها من وزارة الصناعة لغرض إنشاء مدينة للزائرين , خلافا للشرع والدين والقانون , فكيف الأمر حين تكون الجهة التي تريد استملاك هذه الأرض هي جهة دينية تابعة لجهة دينية هي الأقدس بالنسبة لنا ولمعتقداتنا نحن الشيعة الأثني عشرية ؟ .. والقصّة بدأت عندما طالبت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدّسة في كتابها المرّقم ( 33184 ) في 19 / 12 / 2021 من وزارة الصناعة والمعادن بالموافقة على نقل ملكية العقارات المرقمّة ( 118/3 مقاطعة 65 حيدريات و 225/ 1 و 229/2 و 229/5 م22 حيدرية ) بأسم الأمانة للعتبة الحسينية المقدّسة , العائدة إلى مصنع تعليب كربلاء مع التّعهد بتهيئة موقع بديل لمصنع التعليب مع دفع قيمة المشّيدات إن وجدت .. وبعد أربعة أيام فقط ردّت الدائرة القانونية لوزارة الصناعة والمعادن في كتابها المرّقم ( 59138 في 23 / 12 / 2021 ) بما يلي ( نوّد إعلامكم بأنّه يتعذّر النظر بطلبكم بنقل ملكية العقارات المشار إليها بكتابكم والعائدة إلى هذه الوزارة كون الوزارة مرتبطة بعقد دائمي نافذ مع شركة تعليب كربلاء للمواد الغذائية المحدودة , طالما أنّ المصنع قائم ومستمّر بعمله استنادا إلى الفقرة ( سابعا ) من العقد ( يجدّد العقد تلقائيا ما دام المصنع قائم ) وأنّ الشركة المذكورة ملتزمة بكافة بنود العقد .. في الأجزاء القادمة سنعرض عليكم وبالوثائق الدامغة توّرط الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدّسة في هذا الملّف الخطير , ودور سماحة الشيخ الكربلائي فيه نسترعي انتباهكم لذلك .
اترك تعليقاً